قرار الاستقالة من وظيفتك قرار مهم ويحتاج إلى تفكير جيد وضبط للأمور المهمة قبل اتخاذه. يشعر الكثيرون بالإغلاق وعدم الرضا عن وظائفهم الحالية، ولكن هناك أشياء مهمة يجب أن يأخذوها في الاعتبار قبل أخذ خطوة الاستقالة.
1. تقييم الوضع الحالي
قبل اتخاذ قرار الاستقالة، من المهم تقييم وضعك الحالي في العمل. ينبغي عليك التفكير بشكل صادق وواضح في رضاك عن وظيفتك الحالية. هل تشعر بالسعادة والرضا في محيط العمل؟ هل تستمتع بأداء مهامك؟ هل تجد فرصًا للتطور والنمو المهني؟ يجب أن تأخذ أيضًا بعين الاعتبار كيفية استجابة رئيسك المباشر لاحتياجاتك ومشاركة آرائك.
أثناء التقييم، حافظ على شفافية وصدق، وقُم بإجراء حوار داخلي لتقدير مدى استدامة حالة الانزعاج أو عدم الارتياح التى قد تواجهه. إذا كانت الإجابات على هذه الأسئلة سلبية، فقد يكون قرار الاستقالة مناسبًا. قد يسهم اتخاذ قرار مثابر كهذا في احتفاظك بصحتك النفسية والبدنية وتعزيز نموك المهني. بعد التقييم، يمكنك تحديد إذا ما كان قرار الاستقالة هو الخطوة الصحيحة للمضي قدمًا في مسيرتك المهنية.
2. تحديد الأهداف الشخصية والمهنية
لتحديد الأهداف الشخصية والمهنية قبل اتخاذ قرار الاستقالة من وظيفتك، يجب على المرء أن يقوم بتقييم رغباته وطموحاته الشخصية والمهنية. ينبغي أن يفكر في ما يريد تحقيقه في حياته للوصول إلى السعادة والتحقيق الذاتي.
يلزم تحديد الأهداف المناسبة التي تتوافق مع قيمك واهتماماتك المجتمعة حتى تكون محفزًا للنجاح في الوظيفة القادمة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تشمل خططك المستقبلية أهدافًا محددة وقابلة للقياس والوصول إليها. على سبيل المثال، هل ترغب في الترقية إلى منصب أعلى، أو فتح شركة خاصة، أو اكتساب خبرات جديدة؟
لا تنسَ أن تأخذ بعين الاعتبار هذه الأهداف عند اتخاذ قرار الاستقالة، حيث ستساعدك في الترَكيز على اتخاذ الخطوات الصحيحة لتحقيق طموحاتك المهنية والشخصية.
3. تحليل فرص العمل
تحليل فرص العمل يعد خطوة ضرورية قبل اتخاذ قرار الاستقالة من وظيفتك الحالية. عند تحليل فرص العمل، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أسواق العمل المتاحة واتجاهاتها في مجالك المهني. يمكنك البحث عن فرص عمل مشابهة لوظيفتك الحالية في شركات أخرى، أو استكشاف مجالات عمل جديدة التي قد تكون رغبتك فيها.
تحليل فرص العمل يمكن أن يشمل أيضًا دراسة سوق العمل المحلية والعالمية لفهم مدى ازدهار المجالات المهنية وفرص التوسع في مستقبل قريب. كذلك، يُفضِّل تقدير رؤية السوق حول طبيعة وظائف خطط مستقبلية، مثلاً هلا ازدهرت صناعة التقنية ، ازداد طلب التسويق الرقمي.
أخيرًا، على سبيل المثال، يُنصَح بالبحث عن فرص التعلم والتطوير المهني المتاحة في مجالك ومدى تأثيرها على حصولك على فرص عمل أفضل في المستقبل.
4. وضع خطة للانتقال
بعد التقييم الشامل للوضع الحالي، يُعَدّ وضع خطة للانتقال هو الخطوة التالية المهمة قبل اتخاذ قرار الاستقالة من وظيفتك. تحديد خطة محكمة سيساعدك على تنظيم الإجراءات واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق أهدافك المهنية المستقبلية.
أولاً، يُنصَح بتحديد المجالات المهنية التي ترغب في الانتقال إليها ودراسة متطلباتها وفرصها. ثمّ، قم بتحديد خطوات فعّالة لزيادة فرص نجاحك في هذه المجالات مثل التعلم والتطوير المهني، وبناء شبكة علاقات احترافية.
ثانيًا، حافظ على استقرار مالي من خلال إعداد خطة مالية قائمة على تحليل لإيراداتك ونفقاتك المستقبلية، لضمان أمانك المالي أثناء فترة الانتقال.
أخيرًا، قم بتحديد جدول زمني واقعي لتنفيذ خطة الانتقال، وضع أهداف صغيرة قابلة للقياس تساعدك على متابعة تقدمك.
بوجود خطة محكمة، ستشعر بالثقة في اتخاذ قرار الاستقالة والانتقال إلى المجال المهني الجديد بطريقة مُنظَّمَة ومُحسَّنَة.
5. تقييم مخاطر ومزايا الاستقالة
من الضروري تقييم المخاطر والمزايا المحتملة لاتخاذ قرار الاستقالة. فالاستقالة من الوظيفة يمكن أن تكون خطوة مهمة وجرئية في حياتك المهنية، ولكنها تأتي مع بعض المخاطر والتحديات.
من بين المزايا الرئيسية للاستقالة هو الحصول على فرص جديدة وتحقيق التطلعات المهنية. يوفر لك الانتقال إلى وظيفة أخرى فرصًا للتطور والتعلم وبناء شبكة علاقات احترافية جديدة. كما يوجد أيضًا إمكانية زيادة الرواتب والامتيازات في الوظائف الجديدة.
أما بالنسبة للمخاطر، فإن الانتقال إلى وظيفة جديدة يشكل تغيرًا في بيئة العمل، مع التحديات المحتملة في التأقلم مع ثقافة المؤسسة وأساليب العمل الجديدة. قد تواجه أيضًا فترة انقطاع مالي حتى تستقر في الوظيفة الجديدة.
من المهم تقييم المخاطر والمزايا بناءً على وضعك الشخصي والمهني، وفهم التوقعات المحتملة للانتقال. يُنصَح بوزن المخاطر والمزايا قبل اتخاذ قرار الاستقالة، وإجراء دراسة شاملة لأهدافك المستقبلية وظروفك المادية.
6. الاستشارة والدعم
تعتبر الاستشارة والدعم أمرًا مهمًا عند اتخاذ قرار الاستقالة من وظيفتك. فبصفتك موظفًا، قد تحتاج إلى مشورة من المحترفين المختصين في مجالك للحصول على رؤية شاملة حول قرارك. يمكن أن يكون لديهم نصائح قيمة حول تأثيرات اتخاذ هذا القرار وسبل التعامل مع التحديات المحتملة.
كذلك، قد تود طلب الدعم من أصدقائك وعائلتك للاسترشاد بهم خلال هذه الفترة المهمة. فإنّ دعمهم يُسهِّل عبورك بثقة إلى المستقبل المهني الجديد.
لا تَخْجَلْ أو تَتَرُدّد في طلب استشارة والدعم من الآخرين خلال هذه المرحلة. فإذا كان هُنَاك شخص آخر قطع هذا المسار في السابق، فقط سوف يجدون مجالًا كبيرًا لمشاركة الخبرة وتقديم المشورة والدعم المطلوب.
الأهم هو استفادتك من مصادر الاستشارة والدعم قبل اتخاذ القرار، فهذا يساعدك على تأكيد أفضلية اتخاذه بناءً على معرفتك الشاملة بالأمور المحتملة التي ستواجهها في التغيير.
